“بدلا من أن تفطمني عن التدخين -كما كنت أتوهم- إذا بتلك العصا الأصغر من قلم الرصاص، والتي تشبه إصبع فلاش “يو إس بي” تجرني من قدمي لأظل استنشقها أينما ووقتما شئت، حتى أنها تسبق قهوتي الصباحية، لتملأ رئتي بأبخرتها، قبل أن أتمكن من فتح عيني بالكامل، لأجد نفسي في النهاية مدمنة على النيكوتين أكثر من ذي قبل” كلمات وصفت بها صانعة المحتوى الصحي جيمي بوتمان تجربتها مع التدخين الإلكتروني على مدى 10 سنوات، قبل أن تقرر التوقف عام 2019.

وذلك بعد أخذها تحذيرات مركز السيطرة على الأمراض (سي دي سي) وإدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) من “تزايد حالات إصابة الرئة والوفيات المرتبطة بالتدخين الإلكتروني” على محمل الجد.

مزيد من التحذيرات المخيفة

أيضا، أفاد موقع “سموك فري” أن السجائر الإلكترونية تحتوي غالبا على النيكوتين، بالإضافة إلى مواد كيميائية ونكهات (مثل ثنائي الأسيتيل المرتبط بأمراض الرئة)، ومعادن (مثل الرصاص) ومواد كيميائية أخرى مسببة للسرطان (حتى السجائر الإلكترونية التي تُسوّق على أنها خالية من النيكوتين قد تحتوي عليها).

وأكد ألبرت أوسي زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة جونز هوبكنز أن منتجات التدخين الإلكتروني لا تخلو من المخاطر، رغم الترويج لها على أنها أكثر أمانا من تدخين السجائر، مستندا إلى دراسة نشرها هو وزملاؤه، وأظهرت أن الذين استخدموا السجائر الإلكترونية “لديهم معدلات أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، من أولئك الذين يدخنون السجائر فقط”.

وفي بحث منفصل، وجد أوسي وفريقه أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما “لديهم خطر أكبر للإصابة بالربو بنسبة 39% مقارنة بأولئك الذين لم يدخنونها” موضحا أن “هذا لا يعني أن على مستخدمي السجائر الإلكترونية العودة إلى تدخين السجائر بانتظام”.

ومؤخرا، توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية “كانوا أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب بنسبة 19%، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك”.

صعوبة التوقف رغم المخاطر

بعد أن أصبحت أعداد من يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر من أي وقت مضى، حيث أظهرت نتائج مسح أجري مؤخرا في أستراليا -على سبيل المثال- أن “نسبة من استخدموا السجائر الإلكترونية، ممن تبلغ أعمارهم 14 عاما فما فوق، قد تضاعفت حوالي 3 مرات” (من 2.5% عام 2019 إلى 7% عام 2023).

وساهم تزايد المعلومات، عن الأضرار المحتملة للتدخين الإلكتروني، في دفع الكثيرين من مدخني هذا النوع من السجائر لمحاولة الإقلاع عنها، وفقا لدراسة حديثة.

التدخين الالكتروني

لكن الطبيعة الإدمانية للسجائر الإلكترونية التي تعتمد على النيكوتين “قد تُدخل مستويات عالية من المواد الكيميائية الخطرة إلى الجسم، إلى جانب ما تحويه بعض أنواعها من تركيزات عالية من النيكوتين، وقد تشكل خطرا أكبر للإدمان” وفق نتائج دراسة نشرها موقع “كليفلاند كلينك” عام 2019، محذرة من أن أجهزة التدخين الإلكتروني أو “الفيب” التي تم طرحها بالأسواق الأميركية لأول مرة عام 2007 -باعتبارها وسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين- أصبحت شائعة بين الشباب بسبب نكهاتها الجذابة والظن بأنه لن يكون لها آثار صحية سلبية.

بالإضافة إلى محدودية البرامج والآليات الموضحة لكيفية الإقلاع، بسبب حداثة ظهور هذه التقنية، التي لم تنتشر على نطاق واسع إلا السنوات الأخيرة “قد جعلا من الصعب على الشخص التوقف عن التدخين الإلكتروني بنفسه”.

تطبيقات الإنترنت للمساعدة في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني

لأن الغالبية العظمى من الشباب -إن لم يكن جميعهم – لديهم هاتف ذكي، بدأ الخبراء في طرح فكرة استخدام تطبيقات الإنترنت، للمساعدة في الإقلاع عن هذه الوسيلة الإدمانية، باعتبار أن بعض التطبيقات سبق أن ساعدت أشخاصا للإقلاع عن التدخين، وبالتالي يمكن استخدام التطبيقات للمساعدة على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.

وللتعرف على التطبيقات الأفضل، والميزات التي يجب البحث عنها في التطبيق لكي يتحقق هدف الإقلاع، نشر موقع “ذا كونفرزيشن” -أواخر الشهر الفائت- ملخص دراسة شارك فيها كل من الدكتورة فيونا مكاي والدكتور ماثيو دن، الباحثان بجامعة ديكين الأسترالية، لإعطاء مزيد من الإجابات للمساعدة في اختيار التطبيقات.

التطبيقات الأعلى تقييما

بعد رحلة بحث عن التطبيقات التي تساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، في اثنين من متاجر تطبيقات الإنترنت الشهيرة، وهما “آبل آي تيونز” و”غوغل بلاي” قام الباحثان بتقييم 20 تطبيقا لنظام “آي أو إس” و10 تطبيقات لنظام “أندرويد” من حيث:

  • الجودة (وتشمل سهولة الاستخدام، كيفية تفاعل المستخدمين، المظهر، والمعلومات المنقولة).
  • القدرة على تغيير السلوك (من خلال تحديد الأهداف والعوائق، وضع خطة عمل، مراقبة التقدم، وإبداء الرأي).

وتوصلا إلى أن التطبيقات التي تتمتع بأعلى فرصة لتغيير سلوك الأشخاص، كالتالي:

  • التطبيق المجاني الأعلى تقييما لنظام “آي أو إس” هو “كويت سموكنغ” Quit smoking، ويحتوي على 19 من أصل 21 ميزة تم تحديدها لمساعدة الأشخاص على تغيير سلوكهم.
  • التطبيق الأعلى تقييما لأجهزة “أندرويد” هو “كويت تراكر” Quit Tracker، ويتضمن 15 ميزة لتغيير السلوك.
  • التطبيق الأعلى تقييما لكلا النظامين، هو “كويت شور” Quitsure حيث يحتوي على 15 ميزة لتغيير السلوك لمستخدمي “آي أو إس” و14 ميزة لمستخدمي “أندرويد”.

مميزات يجب توافرها في التطبيق

هناك مميزات رئيسية يجب أن تتوافر في التطبيق، ليساعد الأشخاص على تغيير سلوكهم، مثل:

  • إمكانية التخصيص، بمعنى قابلية التطبيق لإعادة الضبط والتعديل وفقا لاحتياجات المستخدم.
  • حرية تحديد الأهداف وتحديثها بمرور الوقت، بما يسمح للمشتركين بإنشاء أهدافهم الخاصة، ومراقبة التقدم الذي يحرزونه لإحداث تغيير سلوكي إيجابي.
  • الحصول على مساعدة خارجية، بمعنى السماح للمستخدم بالوصول إلى المزيد من المساعدة أو النصائح الخارجية، بشكل مباشر من خلال التطبيق.
  • سهولة الاستخدام، بالدرجة التي تساعد وتشجع على الالتزام بالتطبيق.
شاركها.
Exit mobile version