تتميز بيوت مدينة يزد الإيرانية التقليدية بأبراج “بادكیر” للرياح، والتي تعمل بمثابة مكيفات طبيعية تمنح المدينة في الوقت ذاته طابعا خاصا وخصائص عمرانية فريدة تتمتع بها المدينة التي تتسم بمناخ صحراوي حار تصل درجة حرارته إلى 40 درجة مئوية.

وأبراج الرياح هذه -التي تسمى بالفارسية “بادكیر”- تعرف باللغة العربية باسم الملاقف، فيما تعرف في منطقة الخليج باسم “البراجيل”. ومن حيث الشكل الخارجي، تشبه البراجيل الموجودة على أسطح المنازل مداخن المواقد الكبيرة، وتعمل على تبريد الهواء بوسائل طبيعية.

يزد على قائمة “يونسكو”

اليوم، ورغم استبدال البراجيل بمكيفات الهواء الكهربائية، فإن سكان يزد (وسط إيران) ذات المناخ الصحراوي، ما زالوا يحافظون على بنائها على أسطح المنازل الجديدة.

وتتميز البراجيل بشكلها البرجي على المباني التي تعلوها، كما أنها تضفي على المدينة رونقا خاصا خاصة عند شروق الشمس وغروبها.

وبإمكان زوار يزد رؤية هذه الأبراج بشكل خاص في المدينة القديمة، والتي تم إعلانها منطقة ثقافية محمية من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.

وتتكون البراجيل من قنوات تسمح بمرور الرياح، مصنوعة من الطين والخشب، ولا يمكن إصلاحها في حالة حدوث عطل ما، لذلك يجب هدمها وإعادة بنائها.

وتعتبر هذه الأبراج التي يبلغ ارتفاع أقصرها 3 أمتار عن سطح المنزل وأطولها 34 مترا، من القطع المعمارية المهمة التي ميزت فنون العمارة في المناطق الصحراوية الحارة.

نسائم باردة وعليلة

وبفضل هذه المكيفات الطبيعية المصنوعة من الخشب والطين، يتم تبريد المنازل في المناطق الصحراوية وخفض حرارتها بنحو 6 درجات مقارنة بالحرارة الخارجية.

الهواء الذي يدخل إلى المنزل من خلال فتحات التهوية الموجودة في البراجيل، يفقد نحو 6 درجات من حرارته بفضل الخشب والطين، كما يوفر تيارا من النسائم العليلة داخل المنازل.

وفي الوقت الذي يدخل فيه الهواء النقي إلى المنزل من خلال فتحات التهوية، التي يتم وضعها حسب اتجاهات الرياح للمنطقة، فإن خروج الهواء الساخن من المنزل يتم عبر فتحات خاصة جرى تصميمها ووضعها في الاتجاه المعاكس لتيار الهواء، مما يمنح المنازل في المناطق الصحراوية أجواء منعشة بشكل مستمر.

قنوات لتهوية المنازل

يقول المرشد السياحي لمؤسسة التراث الثقافي في إيران نجم نادري إن “البراجيل ظهرت قبل مئات السنين نتيجة الحاجة وتطور المعرفة الهندسية لدى السكان المحليين آنذاك”.

ويبين نادري أن البراجيل بنيت لتوفير الهواء البارد وخفض درجات الحرارة من خلال إيجاد تيار هواء في المنازل بوسائل طبيعية. ويمكن رؤيتها على المباني، التي بنيت في فترات مختلفة، وأن هذه الأبراج أخذت شكلها الحالي من خلال تطورها عبر فترات تاريخية مختلفة.

ويضيف نادري “هذه المداخن تستخدم أيضا قنوات لتهوية المنازل. خلال الساعات الأكثر حرارة في اليوم، توفر هذه القنوات نسائم عليلة وباردة لقاطني المنزل، من خلال توفير تيارات هوائية”.

من جهته، قال الدليل السياحي، حميد هاني، إن أعلى برجيل في يزد يبلغ ارتفاعه 34 مترا، ويقع في الميدان الرئيسي وسط المدينة”.

وتعد مدينة يزد مركزا مهما لمشاهدة الفن الهندسي المعماري الفارسي فيها، حيث تحتوي على كثير من المباني القديمة التي تعودُ إلى القرن الـ12، وأبراج الرياح الرائعة، ومناطق جمة تحت الأرض.

شاركها.
Exit mobile version